Sunday, December 18, 2011

برضه هنحلم


امبارح كانت خطوبتى. كنت قاعدة فى الكوافير قال يعنى باتزوق و كده و الاقى كله بيجرى ع التليفزيون يشوف فى ايه. اللى فاهم, واللى مخضوض, و اللى مش عاجبه "شوية العيال" دول, و اللى قلقان... و انا قاعدة متقطعة و بكلم صحابى اشوف مين فيهم اتصاب و مين اتقبض عليه.
النهاردة صاحية من النوم بابص على دبلتى و باستوعب, و قبل ما احلم ولا افرح اتفرجت على جنازة شيخ الازهر الشهيد. بقيت بارد على التهانى و انا بتابع جنازة زميلنا  الطبيب الشهيد. غير صور الاعتداء على البنات و الستات الكبار.

حالتى غريبة و جسمى بيقشعر كل ما افتكر موضوع الشيخ, لدرجة انى استغربت نفسى. معقولة ممكن اكون بفكر باسلوب ان حد اهم من حد؟ او ان انا من الناس اللى ممكن تعتبر روح اجدر من روح بالحزن؟

قعدت ادور ورا نفسى كده لحد ما فهمت اللى فيها

اتارينى رغم كل اللى باقوله على نفسى طلعت عبيطة... اتارينى بهبلى كان عندى امل فى الجيش.. اه والله!!!
كل الموضوع انى كنت من جوايا مصدقة الحجج اللى بنضحك بيها على نفسنا. من انهم مش فاهمين, لانهم لازم يطيعوا الاوامر, او انهم عشان عسكريين بقى و مش فاهمين يمكن يكون فعلا مضحوك عليهم ولا اى بتاع
تصدقوا انى فعلا كان ليسة جوايا الامل العبيط ده؟
كان جوايا امل ان الجيش يكون مش بالافترى ده و ان يكون فى تفسير تانى!
و من ساعة ما فهمت ان دى المشكلة و انا مقهورة. ولا قادرة اتابع اخبار, ولا ملاحقة افهم اللى بيحصل, ولا دريانة بأى حاجة.

امبارح فى الكوافير, من ضمن الموجودات كان فى ستات ضد اللى بيحصل, و دار الحوار المتوقع المعتاد بيننا.

بقيت بابص لهم و احاول افهمهم. افهمهم ان خطوبتى دافع مش عائق. ان اى بنى آدم فى البلد دى عنده اى حلم, حلمه بيتحول لمارد مش مجرد سبب...

انا قدامى ايه امسك فيه غير حلمى بإن بلدى حتحضن ولادى؟ و بإن انا ليسة ممكن يبقى لى حياة؟
انهى بكرة ده اللى الواحد يصحى له من غير ايمان حقيقى بان الحق هينتصر؟
انهى مشاكل دى اللى اى حد يستحملها ان ماكانش عشان الامل اللى ف قلبه ان عياله مش هيشوفوا اللى شوفناه.

انا عندى تلاتين سنة, و انا و اللى فى سنى بنحارب عشان نعيش. و ليسة من كم يوم كنت كاتبة ان اللى عايز يعيش فى الظروف دى لازم ياخدها تحدى و حرب.


انتوا ليه بتحرموا علينا الفرحة؟ ليه وصلتونا نحس بالذنب اننا عايشين اصلا؟ بقينا بنستكتر على روحنا النفس والله خلاص
لا طايقة سريرى, ولا قادرة انام, ولا عارفة افكر
بقينا بنحارب جيش بلدنا عشان نحلم و نعيش يا ناس!!

و وجعت قلبى بالكلمة دى
و بعد احساس الخيبة – و ماخبيش عليكو الذنب انى باتخطب و كل ده بيحصل (!!) – و كمان العجز انى لا عارفة افهم ولا قادرة اعمل حاجة... فقت بقى من موجة الهباب الاسود اللى كانت على صدرى

البلد دى بلدنا ... كده
فردة
عافية

البلد دى بلد اللى قلبه عليها و روحه فيها و عرقه و دمه عشانها


وانا بقى صراحة بقى ليا تار جديد
ليا تار ابن صاحبتى اللى وشها بينور و هى باصة له و هو عينه كلها براءة و حب للحياة
و تار ولاد الشهداء... آه الشهداء اللى زهقتوا من الكلام عنهم دول
و مش هبطل اعيش يا عساكر المرض اكل روحهم

ملعون ابو الاحباط. اقوى سلاح عندهم هو احباطنا. لو فقدنا الامل و احبطنا يبقى هم فعلا انتصروا
هنكمل و بكل اللى نقدر علينا

انا عمرى ما هنسى انى فى يوم لفيت آخد علاج من ناس عمرى ما اعرفها للشباب فى ش محمد محمود, و اللى تدينى اكل, و اللى مايرضاش ياخد منى فلوس مساعدة للتحرير, و اللى مايعرفنيش ولا عمره شافنى ويكلمنى من على تويتر و عايز يبعت لى فلوس عشان اجيب علاج ...
احنا فعلا شعب عظيم مش شعارات

انا مش هنسى ستات الجيزة اللى كانوا بينزلوا يضموا علينا فى المسيرات بالاسدال و الشبشب

مش هنسى عبد الله اللى بعد اتشوه لما اتقبض عليه, صحابى قابلوه بالصدفة فى مسيرة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين

مش هنسى امى اللى نزلت يوم 28 ماشية حافية وهى اصلا ركبها بالعافية شايلاها و مشيت من جامع رابعة فى مدينة نصر لغمرة بتهتف من قلبها "الشعب يريد اسقاط النظام" و هى ماسكة العساكر تزعق لهم و تقول لهم "اوعوا تضربوا اخواتكوا"

مش هنسى الشباب اللى زى الورد المفتح اللى كانوا بييجوا متشالين للمستشفى الميدانى فى ش محمد محمود و يادوب يفوق يقف و يجرى تانى على المعركة

مش هنسى الاتنين الصحاب اللى كانوا واقفين عند كنتاكى بيتطمنوا على نظارات بعض و كمامات بعض قبل ما يخشوا محمد محمود

مش هنسى الطفل عندى فى الشغل اللى كل ما اقول و احنا بنتمرن ارفع راسك يقول لى "ارفع راسك فوق,انت مصرى"

ماينفعش اصلا انسى ... مش هقدر حتى لو حاولت
و مش هخاف اعيش
و مش هبطل احارب
و مش هتكسرونا ولا تحبطوا همتنا

شكلها كده بكرة فى وقفة قدام نقابة الصحفيين بس ليسة مش عارفة الساعة كم, ممكن تكون دى بداية كويسة بكرة للناس اللى تايهة زى حالاتى و مش عارفين راس من قفاهم


و اه

يسقط يسقط حكم العسكر

No comments: