Monday, January 17, 2011

678 - تحية و احترام

كان لازم استنى يومين بعد ما شفت الفيلم اما الصداع يروح.
انا اتفرجت على الفيلم يوم الخميس بليل, قعدت مصدعة لحد السبت من الكاميرا اللى عندها شلل رعاش دى ... اعصابى باظت و جالى حول و نيستاجموس و صدعت بجد, ليه كده؟


قبل ما اروح الفيلم, كنت قاعدة مع بنات خالى ذوات الاعمار من 13 ل17 سنة. قلت اعمل فيها الكول كازين و اخدهم فيلم زى ده ... واحدة فيهم قالت لى "مش ده بتاع التحرش؟ يا شيخة عايزين نتفسح". و اصغرهم قالت لى "انا الاعلان خوفنى"


تسويق الفيلم ماعرفش ليه اعتمد على انه الفيلم السخيف الكبة عن القضية الكئيبة. يعنى هو مفيش اكتر منى ممكن يبقى مؤمن بأهمية القضية اطلاقا, بس قبح القضية لا يحتم قبح التناول و بعده عن انه يكون مثير للمتلقى.

اسمعوها من واحدة لها محاولات فى موضوع التوعية ده, لازم المتلقى يسمع, لازم تلفت نظره و تثير اهتمامه. اللى زيى طبيعى انها تروح الفيلم, لانها اصلا مهتمة جدا بالموضوع و عايشاه, انما اللى مش فى دماغهم او مش واخدين بالهم دول لو السينما ما وصلتلهمش, مين اللى هايوصل لهم؟ يعنى انا على مدونتى عارفة ان على الاقل اغلب اللى بيقرا هو اللى اصلا مهتم بالكلام و عايز يقراه, و مع ذلك بحاول اشوف ايه اللى ممكن يوسع دايرة القراء و يزود من تنوعهم فى الخلفيات و الاعمار, مفروض السينما سحرها و تأثيرها اصلا فى انهم عندهم الشورت كات من الاول لدمغة الناس. ليه اتحصر الفيلم فى جمهور معين؟ يا اما اللى فعلا مهتمين, يا اما اللى فاكرين ان فيه سيكو سيكو و رايحين يتفرجوا عليه!


نيجى للفيلم بقى

قصة الفيلم فعلا حلوة و مضبوطة. صحيح هى مباشرة بزيادة بس فى النوع ده من القضايا, التحوير مش مفيد. و الحوار مكتوب بدقة, فى جمل الستات قالوها فى الفيلم فعلا لازم تكون ست اللى حسيت الكلام ده و قالته. و ده معناه ان كاتب الفيلم فعلا بذل مجهود فى دراسة الشخصيات و فهمها و رسمها.

طبعا بمناسبة الحوار, مش هاقدر ما اقلش اللى حصل فى السينما ساعة ماكان فى لوم على المش محجبة, لقيت تحفة من تحف الزمن بيجعر بأعلى حس "صح" و طبعا اتخرس فى المشهد اللى بعديه اللى مفروض رد على الكلام ده.


فى مشكلة بقى كانت واضحة جدا فى الفيلم و هى الريتم, كان بيقع مش بس بيبقى بطىء. ساعات النقلة من مشهد لمشهد كانت بتبقى بوز كده مش مفهوم. زى تقارير القنوات الاخبارية, اما المراسل يسكت حبة و المنظر يبقى الشارع من فوق و زمامير العربيات, و يا ريت حتى كده, ده كان ساعات مفيش حتى صورة او صوت.

و اللى كان مفروض انه ميزة الفيلم, اللى هو اماكن التصوير, لعب دور ضده تماما. لانه بدل ما يضيف واقعية, اضاف رتابة. فى فرق بين السينما الواقعية الحزينة و بين سينما مش مسلية و مثيرة. ما هو ممكن يكون مشهد ميتم و يتعمل كويس اوى لدرجة ان المشاهد يعيط, بس لو معمول حلو. لانه لو مش معمول حلو, الشعور بالحزن عالميت مش هايوصل و مش هاينوب المشاهد غير انه عمال يتفرج على حاجة بتغمه و خلاص و هو مش حاسس بيها... و ده اللى حصل نوعا ما فى الفيلم.

الاخراج غريب, الفيلم فعلا عامل زى التقرير الاخبارى.

و الحبكة بتاعت الفيلم اللى اتكررت تلات مرات و عليها اسم الفيلم و مش هاحرقها لكم, اتعملت ضعيفة اوى.

بصوا مش عارفة. يعنى انا قلبى كان واجعنى طول الفيلم على البنات و حاسة بيهم جدا و فى لحظة قشعرت فعلا اما افتكرت الهنا اللى انا نفسى شوفته, بس برضه مش اللى هو قاعدة على طرف الكرسى هاموت و اعرف ايه اللى هايحصل.

بجد الاخراج شال كتير من الفيلم. و مشاهد الساقية - اللى اتحكم علينا فى السينما تبقى رمز الشباب المصرى المتزن المتوسط و هى مالهاش مواصلات اصلا و مش باروحها عشان باحتاس عشان اروح منها – كانت مشاهد عجيبة, غريبة كده.

الفيلم ده فعلا عامل زى فرق الموسيقى بتاعت الساقية. اللى هو الفن عشان يبقى شبابى لازم يبقى مفتكس و غير منطقى. يعنى التحديث جميل, بس هو فى الآخر فن يعنى, الاصل فيه الجمال. و الجمال له كذا شكل, ما ممكن تبقى لوحة دم او صرخة و تبقى لوحة حلوة اوى, بس تبقى حلوة. و طبعا مفهوم ان فى الاول و فى الآخر هى اذواق. المشكلة ان اللى بيعملوا الحاجات دى باصين للجمهور اللى مش بيتفرج على افلام عربى و مش بيسمع مزيكا عربى. بس المقلب بقى فى ان دول لما بيشوفوا تقليد للاجنبى من غير روح بيفهموا انه كده و بيبعدوا عنه, يا اما بقى بيبقوا عايشين دور الهيبيز فبيعيشوا. غالبا بيطلع فن مفتعل مش من القلب.

الفيلم كان واقعى جدا بس غريب الاطوار على رأى انيس عبيد ( بس مش اللى هى معناها مثلى جنسيا)

 الشخصيات التلاتة على انها مبالغ فيها لكن وضحت ان برغم كل الاختلافات, لو جيبنا كل الستات من كافة شكل و اصل و لون, عمرها ما هاتفرح بان يتعمل فيها كده غصب عنها.

صبا – مبالغ فى ثراءها و نفوذها (رغم انه مانفعهاش فى الموضوع ده)
نيللى – مبالغ فى استقلالها و تحررها هى و اهلها ( و مع ذلك مساندتهم ليها كانت مهزوزة)
فايزة – مبالغ فى فقرها و ضعفها و غلبها و حزنها و هلهلة لبسها ( و برضه ماسلمتش من الشارع)
اللى هو مش مهم انتى مين, برضه هايحصل لك كده.

يمكن شخصية نيللى – رغم انى عارفة انها موجودة – لكن هى اكتر شخصية كان بعضها مش راكب على بعضها. الشخصية الملخفنة دى. و زى ما قلت, انا شفت من دول فى الحقيقة, بس غالبا بيبقى فيهم حاجة مش صادقة ... على الاقل ده انطباعى الشخصى.
يعنى المشهد بتاعها و هى بتشتكى للناس ده, انا ماحستش بيه خالص. مفيش اى حاجة.


ناقص كمان اقول ان الفيلم – عن دون تعمد – ساهم فى ترسيخ فكرة "المحجبة الدبلانة" فى السينما المصرية. انا عارفة ان صناع الفيلم ما يقصدوش كده بتاتا, بس برضه, هو كده دخل فى قايمة الافلام المصرية اللى لما بتتعطف علينا و تعمل واقعية و تجيب محجبات, لازم يجيبوهم فقرة و غلابة و مكسورين و مقهورين. انا مش عايزة محجبة رئيسة وزراء يعنى, بس عايزة واحدة زيى كده ... بنى آدمة عادية طبيعية فى الدنيا.


بشرى بقى كانت مفاجأة رهيبة ليا. تمثيل محترف بجد. كان لازم فعلا تاخد الجايزة اللى اخدتها. كفاية انها الممثلة المصرية اللى اخيرا عملت المستحيل فى انها ترضى تطلع بالنمش على وشها. مش طالعة فقيرة بميك آب كامل و عاملة شعرها ديجراديه.

و ماجد الكدوانى فكرنى بالضابط اللى باكرهه و مش قادرة انساه فعلا. هم بجد بيبقوا عاملين كده, طريقته و لغة جسده و منظره بالفانلة على السفرة مع عياله (اللى هو المنظر اللى غالبا انا مش متجوزة عشان ماضطرش اشوفه) فعلا واقعى جدا. و الست اللى عملت دور مراته دى انا بحبها اوى من ايام فيلم احلى الاوقات لهالة خليل.

و نيللى كريم هى نيللى كريم, حتى اما بتحاول تنكش شعرها و مش عارف ايه, هى نفس السحنة مش بتتغير, تبرق و تنفخ وشها و تزوم ببقها يبقى زعلانة او متنرفزة او متدايقة او مقهورة او عايزة تعيط, كله انترفيس واحد ... مفيش عندها غير الهوم بيج.
احمد الفيشاوى ماعرفش ليه كان متنح, و الاخ خطيب نيللى ده يخليه فى الستاند آب كوميدى و يا ريت ينسى التمثيل, الحمد لله انا مش باروح ستاند آب كوميدى.


اهم حاجة بعد كل اللت ده, ان الستات فى الفيلم ستات جدعة. و علاقاتهم مع الرجالة اللى فى حياتهم كانت علاقات صح اوى. الراجل اللى هايبقى هم زيادة فى حياة الست يبقى راجل مالوش لازمة و عدمه احسن.


و كويس اوى و ذكاء من الفيلم انه عرض ان فى ستات بترضى بكده. عشان يبقى كله ع المكشوف بقى. اه فى اللى بترضى, بس فى اللى مش هاترضى. و انت عليك يا ناصح لو شرقان تعمل كده, انك تجازف انها ممكن يكون فى جيبها مطواة. و انت و حظك بقى.


تحية و احترام لصناع الفيلم جميعا على انهم خاطروا بانهم يعملوا فيلم ممكن ماينجحش جماهيريا. اكيد وقت ما كان ليسة فكرة ماكانوش عارفين ايه اللى هيحصل. و اكيد ظروف الانتاج فى مصر كانت تحدى قدامهم. رغم انى ماشتغلتش سينما, لكن احتكاكى فى مصر مؤكد لى انهم تعبوا عشان يعملوا الفيلم ده, و انهم جازفوا مجازفة كبيرة.

و مجرد المبادرة لها كل الاحترام و التقدير.

و رجاء خاص و النبى, بلاش السينما تتعدى من فرق ساقية الصاوى, كفاية انى مش باسمع مزيكا عربى جديدة عدلة الا كل فين و فين.



9 comments:

mohamed said...

أزيك يا ايمان
كالعادة حللتي الفيلم فتفوتة فتفوتة

أنا معجبنيش الفيلم كا تصوير كان واقع جداً
وقاع بشكل بشع
وكا اخراج كان فيه فصل كتير
يعني ممكن الواحد يزهق وينام والصورة مش معبرة ومفيش حبكة درامية

دور احمد الفشاوي كان فلات اوي معرفش ليه وكمان مظهرتش معناته كراجل عجز عن انه يحمي مراته

دور بشرى كان مبالغ فيه واوفر اوي معرفش ليه
الدورين اللي عجبوني في الفيلم
دور نيلي كان باين عليها الصراع والخوف والقلق والتحدي في نفس الوقت
ودور ماجد الكدواني عمل دور ضابط المباحث صح

غير كدا في رسايل كتير بينه وبين مارته مكنتش واضحة خالص المخرج معرفش يوضحها

Da ana sadektek el latchifa :D said...

أولا كوني متابعة لمقلاتك كويس أحب اهنيكي اسلوب كتابتك ماشاء الله بجد بجد في تتطور مستمر و سريع ما شاء الله بتكتبي بقوة و اسلوب حيوي جدا يخلي الواحد ينفعل مع القضية و الموضوع.في فقرات من مقلاتك مش بس بحس انك بتتكلمي بلساني لأ دة كأنك ماسكة لساني في ايدك و بتطبعيه على ورقة!!
ثانيا بالنسبة للفيلم كل ما بشوف الاعلان بعيط من الفزع و من كتر ما أنا عارفة و متأكدة قد ايه هو حقيقي علشان كدة ما اتفرجتش عليه. و بالنسبة للعقاب اللي بشرى بتوقعه على المعتدي فمن يوم ما ابتدت افهم اي حاجة في اي حاجة كانت دي فكرتي في عقاب الأشكال دي...و عارفة مين لقيته مؤيد للموضوع ده؟؟ ساركوزي!!! اه بتاع فرنسا هو شايف ان ده عقاب مناسب للمعتدين على الأطفال. يعني if that's their weapon,then they'll be disarmed.
و في النهاية حسبنا الله و نعم الوكيل و ربنا يكفينا الشر و يحفظ كل البنات و يقوينا على المواجهة. الي اللأمام يا روميل

آخر أيام الخريف said...

هاهاهاهاههاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاههاها مش معقول توارد الخواطر ده و فى أقل من عشر ساعات ..تواصل روحانى :))

http://reeeshkalam.blogspot.com/2011/01/678.html

عجبنى جدا تحليلك للفيلم تسلم ايدك

Unknown said...

ازيك يا محمد
كتشكرة على كلامك. التمحيص ده مزاج مانت عارف

مش عارفة ليه الاخراج كان عامل كده
بس عامة هى محاولة محترمة. على الاقل ما حشروش تفاصيل مثلا مثيرة و مش عارف ايه عشان الفيلم يبقى جماهيرى

Unknown said...

شكرا يا صديقة

ربنا يخليكى على كلامك اللطيف ده

و احب لو سمحتى لى اقول لك روحى الفيلم. هايفرق معاكى برضه رغم كل اللى قلته
غير اننا لازم ندعم النوع ده من الفن و الفنانين

Unknown said...

ازيك يا خريف
هههههههههههههههههههههه
ضحكتيى والله
القلوب و العقول عند بعضشيها

كنتى قولى لى انك رايحة كنا روحنا سوا يا بنتى

Anonymous said...

حبيت حبيت... نقد وتحليل رائع وباللهجة المصرية كمان :) كتير حلو الريفيو عن الفيلم رغم انه لسه ما شفته "ما نزل بالسينما عندنا و حتى حتى دي في دي.. بس تحليلك عطاني فكرة واضحة عن الفيلم، بتصور التحية والاحترام لشخصك ولقلمك اللي بيعرف يكتب حلو.. صباح الورد

Unknown said...

اهلا دانى

ليك وحشة والله

شكرا لتعليقك و تشجيعك اللطيف, و منتظرة ان شالله تشوف الفيلم و تحكى له عنه

Anonymous said...

.