Monday, May 23, 2011

عن المجلس العسكرى



طول عمرى من الناس فى البلد دى اللى عمر ما كان ليهم اى نوع من انواع الدعوة بالجيش. ماعرفش اى حاجة عنه غير المعلومات العامة يعنى, حتى ماعرفش كل الاسلحة و اسماءها.

اما حصلت ثورة تونس, اتوسمت خير فى الدنيا بشكل عام. و اما كنا بنتسحل يوم 28 كنت باقول – زى كل الناس – هو فين الجيش؟


و انا فى شارع القصر العينى يوم 28 بليل, و الضرب بقى من فوق و من قدام و ورا, و عربيات تجرى ع الناس, و قناصة تموت فى ناس وسطنا, و دخان, و مصابين ... شوفنا شوية دبابات بالوان كده فى الاول و فرحنا, قلنا الجيش جه و معانا.
طلع الحرس الجمهورى داخل الميدان من كل الشوارع عشان يحمى المبانى الاستراتيجية اللى فيه. وقتها كل اللى فهمناه ان دبابات الجيش دخلت الميدان و الداخلية ليسة بتضرب فينا.
فى مننا وقتها قالوا "هو الجيش مع الداخلية ولا ايه يا جدعان؟" ... بصراحة شديدة جدا, انا كنت واحدة من الناس اللى رفضوا يصدقوا ده.
و مفيش بعدها بمدة قليلة اوى, كانت دبابات الجيش داخلة الشارع, و الناس بتتشعلق عليها, و بيحيونا بعلامة النصر, و بيضحكوا فى وشنا
بس مش هانسى برضه وشوش اللى جم فى الاول, كانوا مش مستوعبين ان الموضوع للدرجة دى, ناس بالكوم بيتحاموا فيهم بعد ربنا, واقفين لأسفل و اقذر انواع العنف. رجالة و ستات بيقعوا ع الارض و يقوموا.
انا فاكرة فى نص الانفعال, جريت فى نص الشارع على دبابة و بصيت فى عين العساكر اللى فيها و بقيت بشاور على اتجاه الداخلية و بنط لفوق و بأعلى حسى بازعق و اقول لهم "بيضربونا ... بيضربونا" و مش هنسى نظرتهم ليا, كانوا فعلا فيما يقرب للصدمة.
و بعدها كنا طبعا فى حرب الشوارع بتاعت الساعات الاولى من 29 و احنا بنجرى من امناء الشرطة اللى بسلاح و البلطجية و الحرامية اللى بيسرقوا, و وصلنا فى جاردن سيتى لكم دبابة كده. كنا اربعة, سلمنا على افراد الجيش اللى موجودين – انا مش باعرف الرتبة من اللبس و كده فماعرفش هم كانوا ايه – المهم بصيت لواحد باين عليه انه كبيرهم و قلت له "انتوا كنتوا فين؟" رد عليا و قال لى "انتوا مش طلبتونا؟ ادينا جينا" رديت عليه "ربنا يخليكوا لينا"

و بعدين ايام الاعتصام, و حكايات ايام الاعتصام
و شفيق, و الضرب اللى هم ضربوه فينا عشان شفيق
و ايام تشيلنا و ايام تجيبنا
و ناس تنضرب فجأة بالمولوتوف فى عزب و عشش و شهاداتهم تقول ان الجيش هو اللى ضرب, و اعتصام يتفض بالضرب و البلطجية فى حماية الجيش, و انتهاك لحرم الجامعة و ضرب للطلبة المعتصمين و الاساتذة, و اعتقالات!!!! ايوة اعتقالات ... و محاكمات عسكرية, و الطلبة المعتصمين يتفصلوا من الجامعة .... و غير كده من اللى كلنا عارفينه


انا قصدت اكتب الكلام اللى فى الاول مش عشان ارضى حد او اسبق بكلام كويس عشان اقول اللى انا عايزاه. انا قصدته عشان دى حقايق, حقايق انا شفتها و عيشتها مش حد اللى حكى لى عنها. و عشان دى حقايق انا فاكراها و مش هانساها ان شاء الله


انا مش نازلة يوم الجمعة عشان اقف ضد الجيش, و لا عشان اشتم فى افراد. انا نازلة لانى شايفة ان الحال مش نافع

-اباطرة الفساد استغلالا للقانون و ثغراته و متاهات الادلة و التحقيقات بيطلعوا واحد ورا التانى, فى الوقت اللى فيه شبابنا بيتقبض عليهم لأى سبب و فى تلات ايام اهاليهم يلفوا وراهم فى النيابات العسكرية يلاقوهم اخدوا احكام عسكرية لا جدال فيها ... ينفع؟

-الصوت السلفى ايا كان هو مين و من فين, خرجت الامور عن السيطرة  عليه لدرجة ان يتم التعدى على حرمة الكنيسة و ده بيسخن النيلة الفتنة اكتر و اكتر, و برضه مش هننسى ان كنيسة اطفيح اتهديت ببلدوزر قعد يهد فيها حيطة ورا التانية قدام الكل ناس و جيش و عادى .... ينفع؟

-دلوقتى مفيش اى نوع من انواع الاساس و الضوابط اللى يتبنى عليها الدستور. يعنى مش ممكن نسيبها للبرلمان القادم سايبة لحد ما نلاقيه عامل لنا دستور يلعب فى مواثيق حقوق الانسان و قوانين المواطنة ... ينفع؟

-طارق كامل وزير الاتصالات السابق جاله قرار بالعلاج بالخارج على نفقة الدولة اللى كل شوية يقولوا ماعهاش فلوس خلاص – الخبر غير مؤكد - ... ينفع؟

-جمال مبارك بتتحفظ التحقيقات معاه واحد ورا التانى ... ينفع؟

-سوزان قال ايه عايزة تمشى فى حوار قال ايه رد الفلوس ده ... ينفع؟

- اهم من كل ده بقى:
التحقيقات مع افراد الداخلية المتهمين بقتل الناس يوم 28فيها مماطلة غريبة و مستفزة, يا عالم دى ثورة, يعنى كان ممكن اوى العالم دى بالذات بالاسم كده تتعدم فى الميادين العامة. وائل الكومى ده مثلا مش هنرضى باقل من انه يتعدم فعلا
و كمان اهالى الشهداء بيتضغط عليهم و بيتهددوا و بيقولوا لهم خدوا فلوس و اخرسوا ... بذمتكم انتم ينفع؟
ربنا ما يورينا تانى اللى حصل يوم 28, بس والله اللى شاف مش قادر ينسى, و لا قادر يستوعب يعنى ايه الناس دى ماتتحاسبش ... والله ما ينفع!


يا سعادة الجيش : انت كتر الف خيرك اوى لحد كده, و متشكرين. بس فعلا الموضوع دلوقتى خارج سيطرتكم تماما, فعلا مش عارفين تلموها, و هو مش دوركم اصلا انكم تلموها. خلاص بقى, متشكرين لحد كده و يا ريت نحاول محاولة تانية بما تقتضيه تداعيات المرحلة الحالية ... مجلس رئاسى مدنى مؤقت

المجلس ده هايبقى مطالب قدامنا ب
1الغاء حالة الطوارىء
2قانون ممارسة الحقوق السياسية
3الافراج التام عن كل المعتقلين
4المحليات و المحافظات



يا ريت بقى نخلص من الحدوتة دى بسرعة لان فعلا كده مش نافع, و فعلا فى قطاعات فى البلد حالها مش ماشى, و امان الناس مش قد كده حتى لو بيتدلعوا, اهم بنى آدمين و لهم حقوق.
البلد واضح جدا يعنى انها فعلا دلوقتى مش ماشية زى ما اى حد عايز خالص
نعمل ايه؟ نجرب حاجة تانية. حتى لو المجلس الرئاسى مش مثالى, اهى محاولة جادة لتحقيق مطالبنا الشرعية اللى مفيش بديل عن تحقيقها مش عشان اى حاجة غير انها اساسيات لبداية حياة عدلة.

يعنى احنا حاليا فى موقف المتدبس ... حتى اللى فى الناس كان مش عايز ثورة و ماكانش معانا, اعتقد انه عارف ان مفيش بديل خلاص عن اننا نكمل... مفيش بديل

يمكن انا عايزة اكمل من غير ضغوط, بس اهه بحاول اشوف كل الاراء



عشان كده من الآخر باقول شكرا للمجلس العسكرى و يا ريت – لو انت فعلا يعنى كده – تحمى القورة و تعمل على تنفيذ مطلبنا

و الا انتوا عارفين ... احنا خلاص وحشنا الغاز و الحمد لله ربنا مقوينا و معانا


شكرا و سلامات


2 comments:

DismissedMan said...

أنا مش مختلف معاكى تماما فى الذى كتبتبة. فيجب أن نعلم أن الجيش هو من رحم النظام القديم. فقادة الجيش وعلى رأسهم المشير قام مبارك بالتصديق على تعيينهم فى أماكنهم. ولكن اسمحى لى سيدتى أن أختلف معكى فى بعض النقاط :
1) أعتقد أن الدعوة الى مجلس رئاسى فى هذة الظروف ليست بالحكمة بمكان وذلك للأسباب الأتية:
أ) من الذى سوف يختار هذا المجلس الرئاسى؟ الجيش أم الشعب؟ وعلى اى أسس سوف يتم الأختيار؟ ومن الذى سيضع هذة الأسس؟
ب) فى ظل الأختلاف الكبير فى الأراء بين القوى السياسية المختلفة التى نراها على الساحة, نجد انة من الصعوبة بمكان الأجماع على شخصيات بعينها لتشكل هذا المجلس.
ج) المجلس الرئاسى سيتكون من 2 أو 4 أفراد مدنية ورجل عسكرى, فى هذة الحالة من ستكون لة قوة اتخاذ القرار؟ هل ستكون لهذا الرجل العسكرى الذى يملك القوة على الأرض أم للمدنيين؟
د) من نحاسب على اتخاذ أى قرار متخذ؟ لا يمكن أن ندين جميع أفراد المجلس الرئاسى لأن هناك من سيخرج علينا يتصريح أنة كان رافضا لهذا القراروغير مؤيد لة؟أذن من نحاسب؟
2) لا أختلف معكى سيدتى على وجوب الضغط المستمر على المجلس العسكرى وكن بما لا يضر بمصلحة الوطن. 25 يناير أعادت الروح الى كل مصرى, وفتحت ثغرة فى حائط النظام القديم لتبدابهدمة ولكن دعينا نتكلم بصراحة حتى هذة اللحظة لم تمتلك الثورة مقاليد الأمور. فليس هناك من يقود ويحقق المطالب. فتحول الموقف الى ان هناك من يطالب بامور والطرف الأخر ينفذ هذة المطالب. ويجب أن نعلم أن من ينفذ هذة المطالب لة أجندة معينة وينفذها بناء على رغباتة. فكيف نتحول من وضع المطالبة بالحقوق لمن بيدة تنفيذ الأمر الى وضع أننا من نملك زمام الأمور حتى تكون ثورة حقيقية؟ يجب أن نغير طريقة التفكير ونتعامل مع الموقف بما يتناسب مع الظروف على الأرض.
3) ما تم بنائة فى سنوات لا يمكن أن يتغير فى ايام أو شهور. وان اللة لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فهل طهر كل منا نفسة وهدم نظام مبارك بداخلة؟ علينا أن نهتم الأن بالمستقبل. هنال مقولة أحب أن أشاركها معك
Every revolution begins from the bottom up. Fed up with the status quo? Tired of the 20th century? Then don’t just talk about it. Reject it and refuse it. Build a better 21st century instead. Real change doesn’t begin with governments, presidents, or prime ministers. It begins with each of us.
دعونا نتوحد ونضع أيدينا فى أيدى بعض ونبحث عن مواطن الأتحاد لا الفرقة حتى نجتاز هذة المرحلة الصعبة ونبدأ بتطهير أنفسنا الأول ثم نبدا ببناء مصر الجديدة

lo2lo2a said...

فيه ناس كتير شايفه ان مجلس رئاسي مش حل عشان الوقت وعشان اللي هيختارو هيكون المجلس العسكري وتلاقي الشعب نفسو مش عاوز كده

هما يعملو لجنة مستشارين ولا لجنة حكماء محترمة يتشاورو معاها طالما مش عارفين يمشوها ومش شايفين اللي الناس شايفاه

ويشوفو حكاية القضاء البايز والمحاكمات اللي بتتأجل لأسباب واهية

وقفة يوم 27 هتكون بمثابة محاولة لتنبيه المجلس العسكري ان الثورة المضادة مازالت موجودة واعتراض على البطء والإعلام والقضاء والانتهاكات

أتمنى لك ولمصر التوفيق والعزه