لما اتنشر تحقيق صحفى فى المصرى اليوم عن استقلال الشباب ليمنى مختار, انا انبسطت جدا. رأيى الشخصى فى الموضوع ده بالذات قلته قبل كده.
بعدها علقت الاستاذة داليا الشيمى على الموضوع فى موقعها الشخصى رغبة منها فى انها توضح اكتر وجهة نظرها, وجهة النظر اللى مبدأيا كده انا شايفاها مجحفة و ظالمة و معممة بشكل كبير جدا.
1 العنوان:
- موضوع التحقيق اسمه (استقلال الشباب و الفتيات), و الامثلة و الحوارات كانت مع الاتنين. الاستاذة داليا قررت تخليه (استقلال البنات عن اسرة الاهل)
- آدى اول مشكلة. الاستاذة حصرت الكلام فى البنات رغم انها ظاهرة موجودة للاتنين, و التحقيق كان عن الاتنين, يعنى من اولها نية الانتقاء و التمييز و التفرقة واضحة!
2 المثال (العشوائى) الغير عشوائى بالمرة:
- عايزة تقولى حضرتك ان ده النموذج – على الاقل الغالب – على الشابات اللى بيستقلوا فى السكن؟
- مثال غريب و شاذ و غير معبر عن هدف المناقشة اساسا لانه بسهولة ممكن يكون الرد ( طب و اللى مش كده خلاص تعمل اللى هى عايزاه؟) يعنى هنا المشكلة مش اللى عملته و لكن فى عملته ازاى.
- ده غير ان برضه فى الآخر صيغة الحكم على تصرفات الاشخاص بصولجان الصح و الغلط دى صيغة غير مقبولة. انا اعرف منين البنت دى عشان آخد تصرف هى عملته و احكم عليه؟ ليه الظلم ده؟ انا لا هى ولا عيشت ظروفها و اعرف كانت ايه اختياراتها.
3 سؤال حضرتك: فهل وصلنا لهذه الدرجة من الأنانية والتفكير الكامل في الذات؟؟ " فين الانانية؟
* هو انا اما عايشة فى بيت تانى ابقى انانية؟
* هو اما الواحد يتحمل مسئولية نفسه يبقى انانى؟
* اللى بيفضل داخل كيان الاسرة بنفس الوضع و الاتكال هو اللى انانى. مفروض بعد مرحلة معينة من حياة الانسان, دوره فى حياة اهله بينحصر فى السؤال عنهم و الرحمة بيهم و لو فى امكانية مساعدتهم باللى يحتاجوه.
* وكل ده لا يشترط مشاركة السكن.
* كلام الاستاذة معناه ان كل انسان – راجل او ست – متجوز فى بيته ده انسان انانى! يعنى نرجع ننصب الخيم بقى و نعيش احنا و احفادنا و جدودنا و فراخنا و معيزنا سوا سوا ع الزراعية بقى!
4 كلمة حضرتك: "أشهد شهادة مهنية أن الكثيرات ممن إستقلين عن بيوت أهاليهن قد أصبن بإكتئاب حقيقي نتيجة لما تعانيه من نظرة المجتمع إضافة إلى مشاعر الذنب التي لا يمكنها مواجهتها بشكل كامل إلى جانب فقدان الأمان الحقيقي بوجود دعم الأسرة "
الكلام ده مش غلط. التعميم هو اللى غلط. الكثيرات ممن استقلين مصابات بالاكتئاب و الاغلبية من الغير مستقلات ايضا مصابات بالداء ذاته, ليس لشىء و لكن لان الاكتئاب اصبح هو الصديق الصدوق لكل مصرى يعيش فى ارض الكنانة.
كلنا طالعان عيننا يا ستى. عايشين مع اهالينا, مع نفسينا, مع مشاكلنا و احباطاتنا و طموحاتنا و محاولاتنا. حصرك للاكتئاب فى انه ملازم شرطى للاستقلال فى السكن امر ممكن يكون فيه اسئلة كتير. لان و ببساطة شديدة انا برضه اشهد لك شهادة احاسب عليها ان فى كتير اهاليهم سبب نكبتهم فى الدنيا.
بعدين تعميم حضرتك عامل زى اللى بيقول "مهما جوزك عمل فيكى اياكى تفكرى فى الطلاق!" اللى هو كلام مش عارفة اوله من آخره ولا اساسه ولا اصله.
فى ناس فى الدنيا دى ابتلائهم فى اهاليهم, لو طبيعة عملك مش هاتثبت لك ده,يبقى مفيش فايدة بقى.
تعرفى منين كل واحد و واحدة عايشين فى بيوت عاملة ازاى؟ بيتعاملوا ازاى؟ فى ناس اهاليها بتأذيها بدنيا و لفظيا و نفسيا و ماديا كمان! و دول اما بيبعدوا عن اذى اهاليهم بيقدروا يتنفسوا و ساعتها بيعرفوا – عن اختيارهم الكامل – انهم يودوا اهاليهم و يرحموهم. تعرفى ان فى ناس بتنطرد من بيوتها مثلا؟ و الطرد له اشكال كتير؟
و هى مش مجبرة ولا مضطرة انها تحكى لك قصة حياتها عشان حضرتك تقررى اذا كانت اسبابها مقنعة (ليكى) او لأ
و مش لازم الموضوع يكون برنامج حياتى و لا حدث بالفعل عشان يكون سبب. السبب الاول و الاخير هو ان صاحب الشأن يكون: ا/ مختار ده بنفسه و ب/ متحمل نتيجة اختياره بالكامل.انما انى آجى و ارفع مترليوس كده عالناس و اقول بعلو حسى انتوا غلط, ده اللى ظلم بين و حجر على حق الانسان فى الاختيار و الحياة
5 الاسئلة (الصعبة) اللى المفروض هانخرس بعدها:
هل هناك حياة مع أى أخر تقوم على الإتفاق الكامل؟؟
لا.
هل الإنفصال عن الأسرة هو الحل المناسب لمشكلات التواصل معها؟؟
احيانا آه و احيانا لأ ... مين اللى بيحدد؟ صاحب او صاحبة الشأن.
ماذا لو كنتي غير قادرة على الإستقلال من الناحية المادية وكان هذا هو الواقع الوحيد؟؟
هاتعيش يعنى امال هاتموت نفسها؟ (علما بأن فى اللى بيعملوها, حضرتك اكيد عارفة دى)
ماذا ستقولي لأولادك في المستقبل؟؟
على اساس انى كنت باعمل ايه بالضبط؟؟؟؟ ... ... لأ وقفة هنا عند السؤال ده!
ولا تقصدى يعنى انى بما انى علمت المصيبة دى فولادى بقى كمان هايعملوها؟ اصل حضرتك مش عارفة. اقولك بقى طالما بتسألينى على ولادى – اللى خايفة عليهم من المجتمع اللى ماسك نضارة مظعمة لبعضه ده – ولادى مش ممتلكاتى الشخصية, ماهماش وقف ولا ورث او حرز من حقى السيطرة عليه العمر كله.
انا و انا صغيرة امى جابت لى عرايس بلاستيك و اتحكمت فيهم و لبستهم. و عندى ديكور فى اودتى برصه على مزاجى. انما ولادى دول بنى آدمين ... بشر ... حياة تانية غيرى, مش امتداد ليا و كده
انا عيشت حياتى زى ما اخترت من اللى اتيح قدامى, من حقهم هم كمان يعملوا كده.
هل فكرتي في أن تكبري وتحتاجي صحياً أو نفسياً ومع ذلك يقرر أولادك الإستقلال؟؟
نعكسها ... الآن الوضع ايه؟ لو حصل لا قدر الله و الاهل واحد منهم احتاج ملازمة 24 ساعة بيبقى ساعتها فى تصرف تانى. و ده مش الوضع دايما, و دى ماهياش القاعدة
هل سيقبل المجتمع هذا الوضع ويتركونك بحالك؟؟
بالنظر لبعض اساتذة علم النفس ... لأ. بس هانعمل ايه؟ تمن و بندفعه عشان عايشين مشغلين مخنا فى البلد دى!
هل ما تفكرين فيه لا يدخل في العقوق بدرجة أو بأخرى؟؟
لا ماهو مش مسلسل الشهد و الدموع اما نوال ابو الفتوح (دولت) اتشلت اما ابنها قال لها انتى ضيفة هنا – لاونها كانت تستاهل – الحكاية مش دراما يعنى. انا مش قطة راحت للجيران اللى عندهم لحمة اكتر, انا بنى آدم عايز يعمل حياته لنفسه!
هل أنتي قادرة على دفع مقابل هذه الخطوة في الدنيا والأخرة ؟؟
اتكلمنا قبل كده على الدنيا و محدش له دعوة بالاخرة. مش انا و حضرتك اللى نتكلم فيها.
6 التمن ... ايوة كده نتفاهم:
أعلم تمام العلم من خلال عملي أن هناك فتيات تعاني في أسرها (بس برضه عايزاكم تتعذبوا ... مش باقول لكم ظل راجل ولا ظل حيطة؟؟!!) ، وأعلم أيضاً أن الإستقلال والحرية من ضمن الأحلام التي تداعب خيال البشرية كُلها على فترات العمر المختلفة ، لكن في الحقيقة أن الثمن باهظ (باهظ دى حضرتك حددتيها منين؟ تانى هانرجع لنفس النقظة ... انتى ايش عارفة الحسبة كسبانة ولا خسرانة عندها؟؟ تعرفى منين بس؟؟ جايبة الثقة فى الحكم على الناس و حياتهم و مشاكلهم دى منين؟؟)
فإذا لم يدفع أفراد الأسرة للشرك بالله فإن ما قد نتعرض له معهم هو إبتلاء يجب علينا إدارته
الشرك بالله؟؟؟ الشرك بالله مرة واحدة؟؟؟ لا واسعة دى معلهش
كما ندير علاقتنا بمدير سخيف أو رئيس لا يُقدر أو حبيب متسلط (المدير السخيف انواع: الرخم بنتعامل معاه على القد. و قليل الأدب بنشتكيه. و المتحرش بنديه بالجزمة و نفضح امه و ممكن غير كده نسيب الشغل على فكرة ماهواش رباط مقدس)
استنى بقى ................................... يعنى ايه استحمل حبيب متسلط؟؟؟ ليه ان شاء الله؟ هو بجد الكلام ده يا ناس؟ علم نفس و استحمل حبيب متسلط؟؟؟ و الحبيب المتسلط ده فى حكم اهلى كمان؟؟؟؟؟ فى مقام ابويا و امى؟؟؟؟
طب انا فهمت غلط ولا صح؟؟ لا سعادتك انا ماستحملش الحبيب المتسلط, عنده امه اللى تقريبا كبرته رابطاه بسلسلة تستحمله انا مش مطالبة و لا مضطرة استحمله.
تصدقى بسبب الجملة دى بالذات انا حزنت؟ يعنى ايه بس؟
7 الشباب ... العرسان
وهل تقبل بالزواج من فتاة قررت -حين إستطاعت- الإستقلال عن أهلها؟؟
ربنا برضه بيحب الستر!!
ده على اساس انه اكتشف ايه؟ طب يعنى حضرتك فى علم النفس ما تعرفيش ان فى شباب فى الجامعة فى بيوت اهاليهم مقضينها عالنت طول الليل؟ و فى بيوت بعض طول النهار؟ محصلش ان علم النفس وراكى الشباب بيعملوا ايه من ورا اهاليهم و هم فى بيوتهم؟؟
و تخيلك ان الست كائن لازم له حد فى حياته فوق دماغه عشان يقول الصح من الغلط و اللى يتعمل و مايتعملش؟ انا ماعرفش احدد ده لنفسى؟؟
لا انا زعلانة والله ... و بصراحة شكلها مش نافعة. انا هاجيبها لك من الآخر
لو علم النفس مش هايخلى الناس تحترم اختيارات بعض, يبقى كلمة (مالكيش دعوة بعيشتى) هى الحل! و الحمد لله انى من زمان باقول مهما الواحد تعب بلاش يروح لاخصائيين نفسيين ابدا