موبايل ... بيضة ... و مخدة

عارفين الفيديو ده؟

انا عارفة انه قديم. بس شباب التويتر الله يسامحهم بقى فكرونى بيه تانى, بعد ما قضوا يوم كامل بيتكلموا عنه و نقلوا العدوى للفيس بوك. كان لازم اشوفه تانى و اتنكد بيه تانى.

طيب واحدة واحدة كده ... هو مستفز على كذا مستوى. مش بس عشان المعنى المقصود المباشر و الدعوى لهيئة الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر, لأة ... هو مستفز بالرموز اللى استخدمها. ابطال الاعلان ده تلاتة:

موبايل ... و بيضة ... و مخدة (او مخدات)

الموبايل – رمز المعاكس الشرير بتاع الغاب طويل الناب

البيضة – عفاف الفتاة الهشة الرفهيفة

المخدة (او مخدات) – هيئة الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر. ممكن كمان يكون قصدهم المخدة الحمرة نهى عن المنكر و البيضة امر بالمعروف! (باهزر)

المهم ...

- عفاف الفتاة الهش الرقيق ده بجد يغيظ. لان النتيجة الوحيدة للمنظر ده هو التعامل معاهه من هذا المنطلق, كائن اقرب ما يكون للخطأ و القيم داخله (كالفضيلة و العفة) هى اشياء قابلة للكسر, لازم نحسس عليها لا تقع تنكسر ميت حتة بشكل لا يمكن اصلاحه بعد كده.

- الموبايل اللى اصبح رمز لكل ما يمكن يحطم عفاف البنوتة الغلبانة الضعيفة و شرفها الرقيق.

اولا هو مش الراجل كمان عنده عفاف و فضيلة؟ هو مش فى ستات بتعاكس؟ ثانيا مين اللى قال ان العفاف كقيمة منفصلة بذاتها؟ العفاف مرتبط بمفاهيم كتير تانية و بالتالى هو اعمق من انه يترمز له بالشكل ده. لانه مش بس بيقلل من قيمته لكن كمان بيسطحه.

كان ممكن يكتبوا فوق البيضة (العفاف) بشكل عام. و فوق الموبايل (المعاكسة) برضه بشكل عام. على الأقل عشان يكون فى انصاف.

بس للأسف الانصاف مش هو الهدف. الهدف هو تأصيل كل فكرة اخلت الراجل من المسئولية فى الخطأ و تحميله بالكامل للست. و الهدف التانى هو التأكيد على فكرة التعامل مع الأنثى طول حياتها كقاصر لو سيبناها بوحدها حاتبهدل الدنيا, و محتاج وصى دايما تعرف تعيش متزنة. و الهدف التالت هو غرس عدم السماحة و الغاء مساحة حق البشر فى الخطأ و التجربة و تحمل مسئولية الاخكاء و التعلم منها.

هى مفيش عندها مخ يفسر الصح من الغلط ... لأ.

هى اضعف و اجهل من انها تعرف الغلط و تقول له لأ.

هى ( و بس هى ) لو سيبناها لنفسها من غير (مخدات) هاتنزل على الأرض تتفشفش ميت حتة.

- و المعاكس (حسب الاعلان) ده عادى جدا! مفيش اى ريحة عتاب عليه. مفيش اى فكرة عن محاولة او الرغبة فى ردعه. طب لو الحكاية بالرمزية دى, ليه مايكونش فى شاكوش مكتوب عليه هيئة الأمر و النهى دى و يقوم الشاكوش نازل على الموبايل مكسره؟ كنت هاعترض برضه, بس على حاجة تانية خالص. بس على الأقل كان الاعلان بقى منصف و متسق. انما كده مش معقول ... الراجل ده عادى, يعاكس يعمل اللى يعمله, راجل بقى , براحته.

انما الرك على الست هى اللى تقول لأ... فى مصر بيقولوا هى اللى شجعته. و فى السعودية بيقولوا كانت لازم تسمع كلام الهيئة!

آخر و اهم حاجة فكرة المخدات. سؤال:

هل الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر هم فقط الاساليب المتاحة للانسان عشان يكون عنده اى فضيلة و يحافظ عليها؟

هل وظيفة الآمر و الناهى (فقط) هى حماية المجنى عليه – بحبسه – من غير لو و عتاب الجانى؟

هو انا مش ضد فكرة القوانين و تفعيلها كأسلوب مدنى للحفاظ على حقوق البشر و السيطرة. لكد انا ضد الترهيب و الارهاب الفكرى اللى بيخللى الانسان عايش شكله صح بس زى الحافظ و مش فاهم, هو مش بيقول للغلط لأ عشان عارف و مقتنع انه غلط, لأ ... عشان خايف من العقاب (بس). ده مع العلم ان دايما هايكون فى ناس ده الحل الوحيد معاهم. و هم على كل القوانين دى و برضه مبهدلين الدنيا.

هى بس ان شوية ناس يلموا بعض باى شكل للمة دى و يقرروا يتعاملوا مع النس من منطلق (بابا و ماما), من حقهم تمام تحديد مساحة الصح و الغلط.

و عادى يفرقوا بين العيال

و عادى يحددوا كل موقف و التعامل ماه على حسب تقديرهم هم الشخصى

و عادى ان يكون رد الفعل الوحيد معاهم هو كلمة واحدة ... حاضر

بصوا ... هو اعلان مقرف كله على بعضه من الآخر كده. ايه العك الأزلى ده؟