Thursday, July 28, 2011

انا اتخنقت



اول حاجة, باعتذر عن النبرة السلبية فى كلامى اللى جاى. بس ربنا اللى عالم انه فعلا غصب عنى.
انا يا جماعة فعلا مخنوقة. مخنوقة من كل حاجة و من كل الناس حتى انا.

من ناحية, كلوا بياكل فى بعضه خلاص. و بعد ما كنا فعلا بنهتف "ايد واحدة ... ايد واحدة" و احنا فعلا مش عارفين مين جنبنا, بقينا احزاب و فرق و تكتلات.

يوم 28 يناير, انا طلعت فى مسيرة كان ابرز من فيها فى الاول الاخوان المسلمين, كنت طالعة من مظاهرة مسجد الاستقامة فى الجيزة, و شفت منهم كل خير و وطنية. من ان ولا واحد فيهم نطق اصلا و قال انه اخوان, بالعكس, المرة الوحيدة اللى سمعت كلمة اخوان كانت فى لحظة واحدة اما كبيرهم كان واقف وسط الغاز قدام جامعة القاهرة و هو باصص ورا بيصرخ "يالله يا اخوان, ماتخافوش!"
 ...
فجأة الاخوان اللى كانوا فى منتهى الاحترام فى الميدان مع الكل, و كنت بدافع عنهم لو لقيت حد بيشكك فى نواياهم. هم نفسهم الاخوان اللى هببوا اللى هببوه ساعة الاستفتاء, و نيلوا الدنيا ع الآخر ...
و اقعد انا بقى اسمع من كل واحد من اللى عندهم هرش الاسلام, كلام مهبب من عينة اسلمة مصر و احتلال مصر الفكرى و ايران و السعودية هيموتونا كلنا.
و دلوقتى الاخوان مع السلفيين مع باقى اللى بيسموا روحهم اسلاميين, بقى عندهم حالة من "هوس الانتخابات" زى ما يكونوا كاشفين الغيب او "حد" ضامن لهم مكسب محدد و ده اللى مخليهم بهذا الاصرار العنيف ان الانتخابات بأى شكل تتعمل و خلاص.

....

و من ناحية تانية اعضاء الاحزاب بقوا مشغولين بالشغل العجيب الغير مفهوم, و كل واحد فيهم له خيمة فى الميدان, و كل واحد فيهم بيحاول يعمل اى حاجة عشان يضمن له كرسى فى البرلمان.
و حزب الوسط اما لقى انه لعبة احنا مالناش دعوة بحد و بتوع وسطية مش نافعة, اشتروا رضا الاخوان – اللى هم اصلا منهم – و اتهموا الناس فى شرفهم و خونوهم و فلوس و هبل من ده.

....

و النشطاء مجهولى النسب بقى – اللى هم يعنى مش اعضاء فى حاجة دول – قربوا ياكلوا بعض على تويتر.
من مش عارف مين بيشتم مين, و مين بيتشرط على مين, و مين بينفسن على مين.
و اللى راحوا عملوا موضوع تويت باك, و اللى مش عاجبهم فقلبوها خناقة
و اللى قرروا ان الاخوان خط احمر مايتشتموش, فبرضه اللى مش عاجبهم اعترضوا, و برضو شتموا فى بعض
....
و مع الوقت, و صعوبة الموقف, و وضوح ان عصام شرف مالوش لازمة و ان القرارات بتيجى من عند المجلس فبقى واضح اننا لازم نطالب المجلس, تضامن الناس بقى اقل بكتير. مش ناقصة كمان ناكل فى بعض!
....
و جروب الاسلاميين يقرروا يتشرطوا انهم عشان ييجوا الميدان من غير مشاكل يبقى مفيش كلام على المجلس و مفيش شتيمة فينا. ماشى الشتيمة مفهومة – بس انا مش فاهمة يعنى, هانطالب مين بايه لما مش هنطالب المجلس العسكرى؟؟
و معلهش اللى انا فاهماه ان الاعتصام تانى اهم مطلب له بعد حق الشهداء و القصاص, هو لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين. يعنى ايه بقى؟ نطالب بمنع المحاكمات العسكرية لمين؟؟ وزارة الزراعة؟؟ و يعنى ايه يتشرط على الناس يقولوا ايه دى اصلا؟
انا افهم ان المطالب اللى عليها خلاف ماتتعملش يوم الجمعة اللى مطلوب فيه الوحدة. ماشى
انما بس افهم, اما مش هنطالب المجلس هانطالب مين؟؟ والله ما فاهمة فهمونى.

....

و المجلس ده كمان. الله يسامحكوا واحد واحد على اللى عملتوه ده
انتوا في ايه؟؟ هو انتوا مش عارفين قيمتكوا عند الناس؟؟ ده احنا كان املنا فيكوا بعد اللى حصل فينا. يوم ما صرخنا و طلعنا من هدومنا و انطلقنا فى الشوارع قدام الرصاص و الغاز و كله, كنا بنهتف انتوا فين!
انتوا ناسيين زمان اما كانت العيال الصغيرة تحلم تبقى ضباط؟؟ انتوا كنتوا حاجة و املة كبيرة اوى. و البدلة كان ليها هيبيتها و احترامها.
خيبتوا املنا الله يسامحكوا
ولا عارفين تطلعوا فى التليفزيون تقولوا كلام يطمن الناس
ولا عارفين تفهموا الناس فعلا محتاجة ايه
ولا فاهمين اصلا اللى حصل ده حصل ليه من الاساس.

و ابسط دليل:
بذمتكوا فى فى الدنيا كلها منطق يقول, ان الشعب اللى كان اصلا بيطلع نكت على روحه انه سلبى و مش عايز حاجة, يطلع الطالعة دى و يصرخ من مصارينه فى يوم عيد الشرطة اعتراضا على انتهاك الكرامة و التعذيب و قلة القيمة ... تقوم الشرطة العسكرية عاملة نفس الموضوع و اكتر؟؟؟
لأ و كمان محاكمات عسكرية ... خبر اسود!!
ده احنا قلعنا هدومنا و صرخنا و خسرنا اشغالنا و عملنا اللى عملناه عشان كرامتنا ترجع لنا, تقوموا انتوا تعملوا كده؟؟
و كمان تكذبوا فى الاعلام؟ و تخونونا؟؟ و تطلعوا اشاعات على ناس مننا؟
عايزين تفقدوا مصداقيتكوا؟ حصل
عايزين تفقدوا هيبيتكوا؟ حصل
الفساد كان فى كل البلد و احنا عارفين. بس خرق النظام اما ييجى من اهل النظام يبقى عك
تانى
خرق النظام اما ييجى من اهل النظام يبقى عك
افهموا بقى. افهموا بقى. انتوا مفروض حاجة كبيرة ماتهزقوش روحكوا كده.
و اشتروا الناس, عشان مفيش اهم ولا ابقى من الناس. و الناس اللى بتتكلم. المخروسين حيفضلوا مخروسين. افتكروا ان تلاتين سنة عدوا, و فى الآخر اللى عمله نظام مبارك ادى لأيه؟؟

و بعدين سؤال معلهش. انتوا بتزعلوا اننا بنعامل الجيش ككتلة واحدة. ماشى
انا على قد فهمى ان كل النيلة السودة جاية لنا من ناحية الشرطة العسكرية, ايه بقى؟؟
هى الشرطة العسكرية دى فوق المساءلة؟؟ مالهمش كبير يعنى فى البلد؟؟ مفيش حد يحاسبهم على اللى بيهببوه ده؟؟
كبير الشرطة العسكرية فى البلد دى مين يا مجلس؟؟؟
.....

و اهالى الكنب و الشلت و محبى التشاؤم:
ارحموا امى – ارحموا البلد – ارحموا نفسكوا
نفسى اعرف و افهم هو انتوا هاتنبسطوا اما البلد تبوظ؟؟ هاتفرحوا اما تخرب بس عشان تطلعوا صح؟؟
متربصين لمين؟ لولادكوا؟ لأهاليكوا؟ لبلدكوا؟؟
للدرجة دى فقدتوا الامل؟ للدرجة خيبة الامل عندكوا كلت روحكوا؟؟ ميتين ... انتوا اتحولتوا لميتين
طيب ايه؟ مفيش امل؟ مفيش اصلاح؟ بايطة بايظة؟ نروح نموت؟؟
عايزين ايه؟؟؟ عايزين بس نرجع للبهدلة اللى فاتت عشان ترتاحوا انكوا حتتبهدلوا و خلاص؟؟
انا مش باتكلم على اللى كانوا كاسبانين من الوضع اللى فات عشان منطقى انهم يتصيدوا للى بيحصل و يتمنوا فشله
انا باتكلم على اللى اتبهدلوا و جاعوا و اتشردوا و مالقوش شغل و اتهاااانوا
على اللى انداس عليهم فى طوابير العيش
على اللى استلفوا عشان يجوزوا عيالهم
على اللى عيوا من المية البايظة و الاكل المسرطن
على اللى بقى اكبر احلامهم يسافروا يتهزقوا و يبقوا عبيد للقرش
فى ناس فى بلدكوا بتحاول. زعلانين منهم اوى كده ليه؟؟ بتتمنوا لهم الفشل و متربصين ليهم ليه؟؟
يا ساتر يا رب ... فى نفوس مريضة بالشكل ده؟؟
دلوقتى الوضع منيل .. ماشى
عندكوا حل؟؟ فكرتوا تحاولوا؟؟ حاولتوا تعملوا حاجة؟؟
ولا قاعدين بس للتبكيت و تهبيط الهمم؟؟
الحجة هى الفوضى؟
اصلا بقى عشان تبقوا فاهمين:
الطبيعى و المنطقى و اللى يقلق لو ماكانش حصل, هو الفوضى اللى حاصلة دلوقتى.
ده لو ماكانش حصلت فوضى بعد اللى حصل, كان يبقى معناه انها حاجة مترتبة من جهة و سيناريو جاهز بيتنفذ.

ايييييييييييييييييه؟؟

عايزين ايييييييييييه؟؟ اروح آخد تلاتة اصحابى من الميدان و انتحر و اموتهم عشان ترتاحوا و البلد تخرب؟؟ هاتنبسطوا كده؟؟



انا اتخنقت والله العظيم

....

و آخر حاجة حاقولها:

حسبى الله و نعم الوكيل فى اللى يموت الامل, و اللى يهبط العزيمة, و اللى يحبط الشباب, و اللى يبقى مصدر للسلبية و اليأس و الكلام اللى مالوش لازمة ... بجد حسبى الله و نعم الوكيل فيكوا كلكوا
انا عمرى ما كنت محنوقة كده – قلبى مقبوض و حمل على صدرى


اللى عنده كلمة عدلة مفيدة يقولها – اللى ماعندوش يرحم



الرحمة .... انا اتخنقت!


3 comments:

ramy saad said...

طب اية .؟

Emtiaz Zourob said...

ربنا يخفف عنكم يارب ويرجع مصر لطبيعتها .. بنت بلدوجميلة .. هي ام الدنيا ..

من غيرها والله مابنسوى قشرة بصلة ..

ديروا بالكم عليها علشان خاطرنا احنا .. جيرانكم وحبايبكم ..

لسه عندي امل في بكرة ..
لسه عندي امل في ربنا بأنه يحمل لنا ولمصر الحبيبة كل خير .

إبراهيم عبد الغني said...

ف وسط كل تيار هتلاقي واحد معتدل ، إسمعيه و بلاش تسمعي المتطرفين منهم عشان أظن إن هو ده سبب الحالة العامة من الإكتئاب دي
و الله أعلم