تليفزيون
.. مدرعات .. أقباط .. ماسبيرو .. لحم ع الأرض .. مترو .. مينا .. مشرحة .. موت ..
القبطى .. سواد .. قبضة قلب .. ظلم .. غدر .. جيجى .. يا مسيحيين ياولاد الكلب ..
كنيسة
نازلة
من الشقة اللى المفروض هاتجوز فيها على محل مؤمن أجيب اكل ليا ولخطيبى اللى بيشتغل
فى الشقة وانا كل اللى بافكر فيه هو العمود اللى مش عايز يخلص على إانه أكبر مشكلة
فى الدنيا إن الشقة ماتتعملش فى الوقت المناسب.
الناس
فى المحل وشها غريب مع إانهم بيتعاملوا عادى. الراجل البياع بيكلمنى عادى و على
وشه تتنيحة غير مفهومة. الراجل اللى قاعد على الترابيزة على يمينى متنح فى
التليفزيون وبياكل ببطىء. المذيعة فى التليفزيون بتتكلم عن مظاهرة أقباط وحماية
الجيش وهيلتون رمسيس.
فى
ايه انا مش فاهمة حاجة؟!! البياع عينه مش بتيجى فى عينى ولا فى التليفزيون، زى ما
يكون بيقول "مش عارف ومش عايز اعرف، مش هاقدر اعرف"
راجل
تانى من ورا كان بيتفرج ع التليفزيون بيقول "طب وبعدين؟" واللى معاه
مارضيش
كل
ده من أول اليوم انا كنت فى الشقة واللى بيشتغلوا فيها و مش عارفة حاجة
كلمت
عزة كويسة بس صوتها بيترعش وبتقول لى انا رايحة دلوقتى، عزة بلاش، مفيش فايدة
كلمت
عمرو كالعادة مش بيرد
كلمت
فضل هو ومصرى وعمرو وأوسو كويسين، وماتقلقيش عزة مش رايحة
كلمت
أمينة، انا عند نرمين واحنا كويسين. أمينة هو فى ايه؟ والله ما فاهمة حاجة يا
ايمان. بس ماتروحيش دلوقتى خصوصا لوحدك الطرق مهببة.
طلعت
فوق و دخلت اليو اس بى فى اللابتوب وفتحت تويتر والأخبار. صورة فيفيان
ومايكل..استنى... ايه اللى جنب مايكل ده؟ ده بنى آدم؟ وحصل فيه كده إزاى؟ مهند
معقولة دول هرسوا الناس بجد!!
ساعتها
ولا العياط حتى ممكن يبقى له لازمة. ايدى بقيت تترعش على اللابتوب نفسى افهم اى
حاجة. وشوية وكلمت أمينة، مينا مات..وهى ونرمين حزانا
أنا
عمرى ما عرفت مينا بشكل شخصى، ولا مايكل، ولا اللى جنب مايكل، ولا فيفيان.
روحت
البيت وقبضة القلب مش بتخف. الإحساس بالذنب فى اللحظة دى رفاهية وأنانية لان
الموقف أكبر من انى أحاول أخليه عنى ولو للحظة إحساسى بالذنب.
محاولات
الذهاب للمستشفى القبطى فشلت للظروف المعتادة: لوحدى فى مدينة نصر وكل صحابى
وزمايلى من الناحية التانية وأى ترتيب معاهم لازم يكون قبل الحدث ماينفعش بعديه.
عذر فاشل وقبيح.
الدنيا
كلها سواد ومش عارفة اعمل ايه. كنت حاولت اكلم جيجى صاحبتى اللى عرفتها فى مظاهرة
تطهير الإعلام قدام ماسبيرو بس الموبايل كان مقفول. وصلت لها على تلاتة الصبح
وصوتها فوق المتدمر. صوتها مهزومة، حزينة، ومش مصدقة.
مكالمةجيجى كانت موجعة وخصوصا فى آخر كلمة فيها "نفس أعرف المسيحيين عملوا لهم ايه"
ماما
تصرخ "هييجوا بعيالهم ومراتاتهم وهم شايلين سلاح وناويين ع الشر يا أغبية يا
جبابرة؟"
عزةتكتب فى مدونتها وانا اقرا وماعفش اتنفس
الهوا
كله هباب اسود بيقفل الصدر... حتى البكا بقى مش قد الموقف لدرجة انه اتحول لدلع
مرىء. "بتعيطى على ايه؟ انتى كنتى هناك ولا شوفتى حاجة؟ ده انتى حيا الله
شوفتى الأخبار والصور زى الأغراب، انتى ماتستاهليش حتى تعيطى عليهم. ما انتى
سيبتيهم لوحدهم حتى بعد ما عرفتى انهم فى المستشفى القبطى وسمحتى لمخك يقبل اعذار
فاشلة وجبانة زيك... اتنيلى بقى فى مكانك كملى دور المخطوبة اللى بتعمل قال يعنى
بيت وحياة وانتى عارفة ان مش الناس دى اللى كانوا محتاجينك ده انتى اللى كنتى
محتاجاهم عشان تكونى بنى آدمة... جتك ستين خيبة اتنيلى لنا على جنب"
وابص
على صور مينا وقلبى يتعصر... واقرا عنه وعن حياته واتقهر ... وابص على صورته وهو
ميت واتخنق ... هو فعلا اللى بالجمال ده ماينفعش يعيشوا كتير فى وسط الزيف ده
الحكاية
اكبر بقى من كذب التليفزيون واللى بيصدقوه، دول ماحصلوش الفار اللى بييجى ساعات
عندى المطبخ ويجرى اما يعرف انى موجودة واقوم انا اغسل كل حاجة من قرفى من انه
ممكن يكون جه جنب اى حاجة ليها علاقة بيا او بجوزى... دول حتى ماينفعش تحاورهم ولا
تتكلم معاهم. دول تفكر فيهم زى الفار ده بالضبط: يا ريت تتخلص منه فى حياتك من غير
ما تضطر تقتله!!
وعديت
سنة على اللى حصل وطبعا لا فى قصاص ولا هباب.
اصلا الكلام على كده بحسه بصراحة هرى
وأكل عيش وخلاص.
قصاص ايه اللى هيجيب حق واحدة انضربت من فرد جيش بيقول لها
"يا مسيحية يا بنت الكلب، عايزين ايه يا ولاد الكلب؟"
وانهى محاسبة دى
اللى هتجيب حق اللى قعدت تعيط لسعادة الباشا الرتبة عشان يسيب جثة خطيبها فى حالها
وكفاية ضرب سيبه خلاص مات سيبه والتانى ليسة بيفش غله ويضرب؟
وانهى قانون ده بقى
اللى ممكن اساسا يحكم فى ان فى بنى آدمة انضربت واتسلحت فى الشارع عشان
"تهمة" انها مسيحية ومانقذهاش يومها غير مسلم قال انها مراته على اساس
انها يع مسيحية بس ربنا كرمها واتجوزت مسلم يمكن تسلم وتبقى بنى آدمة؟
وانهى
نيابة دى اللى ممكن تحقق فى ان فى افراد كيان نظامى ايا كان كانوا بيرموا الجثث
اللى فى صليب على ايديها فى النيل؟
وانهى عقل يحاور اللى يعتبر الحزل ع اليوم ده "تحريض على الطائفية وبيعذى جوا المسيحيين احساسهم بالتمييز"؟
وانهى دستور اللى بتناقشوه فى بلد واحدة قالت لى انها قالت نعم فى الاستفتاء عشان قالوا لها لأة هتخلى رئيس الجمهورية يبقى مسيحى؟
لا
يبقى الا السواد وحرقة القلب والشعور بالغدر ...
وفى ليله التشييع
|
كان القمر غافل ..مجاش
|
والنجم كان حافل
|
لا بطل الرقصه ولا الارتعاش
|
لما بلغنى الخبر
|
اتزحم الباب
|
وجونى الاحباب
|
ده يغسل ..ده يكفن ..ده يعجن كف تراب
|
وانا كنت موصى لا تحملنى الا كتوف اخوان
|
اكلوا على خوان
|
وما بينهمش خيانه ولا خوان
|
والا نعشى ما حينفدش من الباب
|
ما اجمل نومه على كتوف اصحابك
|
تنظر صادقك من كدابك
|
تبحث عن صاحب انبل وش
|
فى الزمن الغش
|
والرؤيه قصادى اتسعت
|
بصيت واحسب نفسى بين خلان
|
تعالوا شوفوا الدنيا من مكانى
|
No comments:
Post a Comment