ما حدث بالاردن ... الجزء الثالث

ما بين اننا كنا كتير و كل واحد عايز حاجة, و البلد غريبة, و زحمة عشان العيد. احنا تهنا و بقينا نمشى فى الشوارع زى المجانين عشان عايزين تاكسى يرجعنا الاوتيل مفيش. و مش عارفين احنا فين ولا نعمل ايه. و محدش من المركز الثقافى البريطانى عبرنا بتليفون يشوفنا فين... اللى هو لو كنا اتسرقنا ولا حصلت لنا مصيبة ولا حد كان حيدرى بينا اصلا. و ماكانوش عارفين ان احنا الاربعة مع بعض.

اخرتها مش لاقيين تاكسى اتحايلنا على عربية تعليم سواقة تودينا عشان الطيارة هاتفوتنا و كتر خيره وافق, و كمان عشان يوفر لنا فى الوقت اخد مخالفة حاولنا نمنعها مع المرور مفيش فايدة. و انا فى العربية كنت انا اول واحدة احاول اوصل للمركز الثقافى لما كلمت الاوتيل و وصلت لمراد و قلت له احنا فين و الموقف سريعا. الكلام ده كان الساعة 5 و 17 دقيقة بالضبط.

على ما وصلنا فى الزحمة و اخدنا شنطنا و رحنا المطار كانت الساعة بقيت 7 و نص و دخول الطيارة كان قفل 7 و ربع!!

نتحايل بقى و نعمل اللى نعمله مفيش. رحنا نسأل فى مكتب الملكية الاردنية – اللى تذركتنا تبعها – قالوا مفيش تذاكر لحد بعد العيد... انا سمعت الكلمة دى من هنا و بدأت اعيط. و شوفنا واحد مش معانا مصرى و برضه فاتته الطيارة فشركة السياحة اللى هو تبعها حجزت له نفس الطيارة تانى يوم.

فانا فى وسط العياط و جر الشنط و الكلام مع الكابتن و المدير كلمت الاوتيل عشان اوصل لحد من المنظمين عشان يعمل لنا زى الراجل ده و يعيد الحجز تانى يوم, و الاوتيل وصلنى بمراد. و اللى فاكراه انى طلبت مساعدته فى الوصول للملكية و محاولة مساعدتنا و انه قال لى ما معناه انه مفيش حاجة يقدر يعملها... انا فعلا مش فاكرة هو قال ايه نصا

المهم كل اللى عرفته فى الوقت ده ان الامل الوحيد هو رحلات مصر للطيران بس هاتبقى غالية و انا و ياسمين ماكانش عندنا مشكلة فى سبيل كسب الوقت عشان كان لازم نرجع مصر.

حوالى 8 و نص - ياسمين بتقول كانت الساعة 9 - كلمتنا سارة من المركز الثقافى قالت لنا ان الاوتيل ادانا ليلة هدية منه عشان احنا نبات فيها و انها بتتصرف فى رحلة 8 بليل تانى يوم.

طبعا انا كان فى دماغى انى افضل فى المطار. بس ماكانش فى لا انترنت ولا اتصالات عشان الرومينج عندى ماكانش شغال. و كنت محتاجة اوصل لناس تساعدنا.

روحنا الاوتيل احنا الاربعة. و انا دخلت الاودة لقيت مافيهاش انترنت, قعدت على الارض فى الطرقة باشوف حل فى المشكلة دى.

على 12 بليل كده وصلنى ان شيماء عاملة اجتماع معانا و بتدور عليا ضرورى. نزلت لها قلت ان شاء الله تكون لقيت حل للمشكلة.

نزلت لشيماء لقيتها بتزعق لى و زعلانة ازاى انا اكلم مراد اقول له يتصرف مع الملكية و انفعل عليه و اقفل فى وشه السكة!

انا اخدت لى بتاع كم ثانية عشان اجمع انها بتتكلم فى حد زعلان و انها نزلتنى و انا باشوف حل فى النيلة اللى انا فيها, و يا ريتها بتساعدنى.

لأ و ايه... تقول لى: "انا اللى بساعدك, مش انتى اللى بتساعدينى"... (!!!)

و بعدين تقول لى: "انا بساعدك تبنى نفسك".... صراحة ماكانش عندى لا حيل ولا وقت انى افهم واحدة بتقول لدكتورة عندها تلاتين سنة انها بتساعدها تبنى نفسها, و كان عندى مشكلة اهم.

كل اللى قدرت عليه قلت لها طب معلهش و هابقى اشوف مراد بكرة. تقول لى اعتذارك مش هايتقبل!!

طلعت لقيت ياسمين بتقول لى ان شيماء قعدت تزعق لهم على اللى انا عملته!!!!!

فى اللحظة دى انا اتأكدت من اللى كنت شاكة فيه, و هو ان الناس دى محدش منهم هايساعدنا فى اى شىء. و بعت رسايل السنين بقى على كل وسائل السوشيال ميديا – اللى هم جايبننى يساعدونى فيها – انى هنا فى الاردن فى مشكلة.

نمت لى كم ساعة و صحيت انا و ياسمين نشوف هنعمل ايه.

اللى كنت متأكدة منه انى مش هاستنى مساعدة المركز الثقافى عشان فعلا مش هيعملوا حاجة. و انى ماينفعش استنى لطيارة 8 بليل عشان اكتشف ان اليوم راح و الله اعلم هانبات فين و نعمل ايه.

من 8 الصبح و "لينا" من الاردن و هى انسانة فى منتهى النبل و الاخلاق فى الدنيا, ماتعرفنيش غير من الفيسبوك بتساعدنا. لينا سابت شغلها و فضلت معايا بالتليفون و مع مكاتب السياحة. بالعافية لقيت لنا تذكرتين بيزنيس فى 8 بليل. قلنا لها مش مشكلة. الحمد لله كان معانا فلوس تكمل.

اثناء ما لينا كانت بتحجز, كان اتفتح لى بيتين فى الاردن و ناس كتير عرضت عليا انها تساعدنى فى الحجز. و واحدة صاحبتى فى مصر كلمت صديقة صحفية اردنية تساعدنا. الصحفية هى دينا اللى كانت فى منتهى الجدعنة معانا و قالت لنا نيجى عندها و هى تودينا المطار.

المهم لينا حجزت بس انا غرامتى كان لازم ادفعها قبل 12 الظهر و اقرب مكتب ملكية كان فى الدوار السابع بعيد شوية عن الاوتيل. لمينا حاجتنا انا و ياسمين و اخدنا الشنط.و ياسمين قالت لى ناخد الشنط تحت معانا.

و لينا سابت شغلها و جات لحد الاوتيل عشان تاخدنا للمكتب. 

واحنا تحت, لقيت واحدة اسمها "ربى" من المركز الثقافى بتنادينى و معاها شيماء.

و فى وسط اللوبى بتاع الاوتيل قدام كل زمايلنا و العاملين بالاوتيل و قدام لينا نفسها, ربى فضلت تزعق لى على انى عندى آتيتيود بروبليم و بتقول انا السوشيال ميديا عملت لى مشاكل كتير و بنفكر نلغيها زى ماتكون بتهددنى !!!

و بعدين تقول لى "انتى بتكذبى, الكاميرات ما فى حدا دخل بالغرف." و انتى و انتى و زعيق و تهزيق و شيماء بتتفرج.
و فى النص تقول لى "ازاى تقولى لمراد يوقف الطيارة؟" قلت لها و انا باضحك: "انا قلت كده؟" جه مراد يقول نفس الكلام و انى قفلت فى وشه و انى قلت له يوقف الطيارة.
حاولت افهمه انه اذا فعلا انا قلت كده, فده دليل على انى كنت منهارة يعنى. و انا مش فاكرة انى قفلت فى وشك دى, ممكن تكون المكالمة قطعت, و ممكن يكون الكابتن ولا حد ندهنى, على اساس ان الموقف مشدود و التصرف سريع. اللى انا واثقة فيه انى ماقفلتش فى وشه قافشة و مقموصة لان انا مافييش الحركة دى اصلا. مش باعملها خالص - مع انها والله ياما اتعملت فيا-
انا كنت فعلا باضحك عشان مش مستوعبة ان حد يزعل من الكلمة دى, يعنى باين انى فى مشكلة و باطلب منه يعمل اى حاجة. هاطلب منه بجد يعنى يوقف الطيارة ازاى؟؟ و باقول له :"فى فرق بين واحدة شايفاك غلطان و بتزعق لك, و واحدة فى مشكلة و بتعيط و بتستنجد بيك"
و ربى دى تقول لى
don't be sarcastic
and don't argue
 و هى بتعمل لى بصباعها و بتزعق

ياسمين بتحاول تفهم ربى ان ميعادنا بعيد الساعة 12 و الا هاتروح علينا الطيارة تانى – الساعة كانت وصلت 11- و دى مفيش... تقول لها" انا كمان عندى شغل"!!! يا ست بنقول هايروح عليا الميعاد

و فى النص كمان وصلة ذل و من عشان الناس اللى – اشتغلت بالليل لحل مشكلتنا – و الاوتيل اللى ادانا اودة. و ف الآخر تعمل لى بصباعها و تقول لى

you handle your own and your cover the expenses

حاولت افهمها من الاول انى الحمد لله مش مستنية من امهم مليم اصلا بس مفيش

خرجت من الاوتيل انا و ياسمين و لينا بشنطنا شبه مطرودين – او مش شبه بقى – عشان نلحق المكتب

و انا مش مصدقة اللى حصل لا انا ولا ياسمين

اللى فعلا ادهشنى هو شيماء المصرية, اللى شافتنى بيتزعق لى و بيتم التعامل معايا كده و ساكتة. و كمان شايفانا ماشيين بشنطنا ... لا عرضت علينا المساعدة, ولا سألتنا اذا كنا محتاجين فلوس – حتى و لو بشكل شخصى مصريين فى بعض يعنى و الكلام ده – ولا سألت طب هاتقعدوا فين ولا هاتعملوا ايه ولا اى حاجة ... ياكش نتحرق

و اللى جننى فعلا ان لو انا يعنى النيلة السودة و عاملة مشاكل... طب ذنب ياسمين فى ده كله ايه؟؟

كل الموضوع ان كل الاماكن اللى ممكن تتاح كانت بيزنس. و هم كل ده تلاكيك عشان مايلبسوش تمن اربع تذاكر( و ده طبعا تكهن شخصى منى مش حد اللى قاله). مع انهم لو كانوا اتكلموا زى الناس المحترمين كنا اتفاهمنا. و بما انها غلطتنا و احنا اللى فاتتنا الطيارة كنا هاندفع الغرامة,  بس ساعدونا ماتسيبوناش.

المهم انا و ياسمين و لينا اخدنا تاكسى – مارضاش ياخد الفلوس اما فهم اننا مصريات و فى مشكلة و ان لينا معانا بتساعدنا – و رحنا مكتب الملكية و اكدنا الحجز و دفعنا, و اتحايلنا على لينا ترجع شغلها بعد ما كانت مصممة نروح له معاها عشان تغدينا.

شوية و دينا الصحفية جات لنا و اخدتنا البيت عندها و هى و جوزها كانوا فى منتهى الذوق و اللطف و قمة حسن الضيافة معانا. و دينا فضلت تحكى لى ان سادين ده فندق مش كويس اصلا, وانه مش اوتيل يقعد فيه بنات, و المنطقة مش حلوة. و انهم استرخصوا فينا جامد. و هاتتجنن و تعرف اسم ربى بالكامل.

و احنا ماشيين للمطار انا و ياسمين, دينا كلمت لنا التاكسى و حاسبته, و كمان صممت تدينا فلوس رغم انه كان معانا... عشان برضه نتطمن ان اللى شوفناه ده مش هو الاردنيين خالص. و لكن ده حظنا الاغبر فى التعامل مع المركز الثقافى البريطانى فى الاردن.

انا بقى و ياسمين عايزين حقنا فى البهدلة اللى شوفناها دى. و اى حد عنده اى معلومات او اى حاجة تساعدنى يا ريت يقول لى.

و الحمد لله على البنى آدمين الجدعان, و على السوشيال ميديا اللى بجد

و شكرا لينا و غادة و دعاء و دينا ... بجد انتوا اجدع ناس فى الدنيا