السنتين
ونص غيروا فى الواحد كتير،وحركوا ثوابت وطلعوا اولويت وطبعا هدوا رموز
وكلام كبير من ده، بس اللى ماتغيرش هو الاحساس من نزول الشارع، الوحشة
والشجن والنوستالجيا من ايام ناس بتقول عليها اسطورة، وناس بتكذب انها
حصلت، وناس زيى عاشوها وكانوا جزء منها.
انا فعلا عيشت ايام ما كنت
بنام فاردة جسمى ع الأرض ومحدش بيبص عليا، عشت اليوم الوحيد اللى حسيت فيه
انى مش "ست" وهم مش رجالة، اليوم الوحيد اللى كنت فيه "بنى آدم"، وفى يوم
28 كنا فى الجيزة ماشيين وشاب ماشى جنبى لوحده فى المظاهرة واحنا بنهتف ايد
واحدة وايدى اتمديت لإيده ومسكنا ايد بعض ورفعناها وهو شىء طبيعى بل وهو
الأصل، ولما كان كل شوية راجل مانعرفش بعض يدينى موبايل اكلم مراته او
مامته عشان اما تسمع صوت ست ودكتورة هنام فى الميدان تطمئن ان الوضع امان
وتقعد توصينى عليه وتقول لى "طيب خلوا بالكو من بعض" وفاكرة ام قعدت تزعق
لى وتقول لى "ماتسيبهوش يجرى لوحده ليهم ده مجنون"، فى الأيام دى بس حسيت
ان البلد دى بلدى، وقربت جدا من معنى كلمة "وطن"
عارفة ان كتير لا
هيفهموا ولا يصدقوا ولا يحسوا الكلام ده، وكتير هيقولوا بتبالغ وعاطفية
بزيادة، واللى ممكن يصدق هيقول اهى كانت ايام وخلصت انسيها بقى.
الحقيقة الوحيدة انى ابقى مجرمة لو نسيت الأيام دى، لانها كانت فرصتى انى
اعيش واشوف بعينى ان البشر ممكن فعلا ساعات يبقوا بنى آدمين، وان الأمل مش
عبط ولا رومانسية، وان فعلا الثورة عقيدة والايمان بيها نعمة. الثورة اللى
هى مش الهتاف والغاز والخرطوش، الثورة اللى هى اسلوب حياة وميثاق شرف يخلى
المؤمنين بيها اما يلاقوا لهم مكان، يعيشوا فيه اسطورة نفضل نحكيها بمدد
الزمن
اللى حصل يحبط وده مش محتاج جدال، بس ماتبخسوش نفسكوا حقها،
وماتدوش فرصة لتزوير التاريخ بايديكم، اللى حصل ده حقيقة احنا عيشناها،
احفظوها جوا قلوبكم واحكوها لعيالكم واحفادكم ... احنا عيشنا الأسطورة،
والأساطير بتحصل بجد
No comments:
Post a Comment